الدولة:
محاور الدرس:
1- مشروعية الدولة وغاياتها.
2- طبيعة السلطة السياسية.
3- الدولة بين الحق والعنف.
تـقـديـم:
ليس الإنسان فردا منعزلا مكتفيا بذاته وإنما هو كائن اجتماعي لا يحقق إنسانيته الكاملة إلا انطلاقا من العيش داخل الجماعة في إطار علاقات تفاعلية بين الأفراد، ووجود المجتمع واستمراره مشروطان بعدد من المؤسسات أهمها الدولة، فالإنسان إذن عضو مواطن في الدولة، أو كما قال أرسطو:" الإنسان حيوان سياسي بطبعه".
بما أن الدرس يتناول مفهوم الدولة وعلاقتها بالسياسة التي تتهجها فلا بد من الوقوف عند هذين المفهومين "الدولة والسياسة".
فالسياسة: هي ممارسة السلطة بشكل عمومي داخل الدولة أو المدينة بهدف تدبير شؤون المجتمع، عليها يتوقف نشر وتثبيت القانون بواسطة قوة عمومية.
أما الدولة فهي مجموعة من المؤسسات السياسية والقانونية والعسكرية والإدارية والاقتصادية التي تسهر على تسيير وتنظيم حياة الفرد والمجتمع وعلى تدبير شؤونه داخل مجال جغرافي معين. فوجود الدولة إذن نابع من قصور المجتمع على تسيير شؤونه في غيابها، فهي التي تضمن وجوده وتضمن استمرار يته.
1- مفهوم الدولة لغويا:
يحمل معنى التداول فهي ما يتداول فيكون مرة لهذا ومرة لذاك، نطلق كذلك على المال والغلبة و غالبا على البلاد.
2- تطلق على معنيين:
أ- الدولة بالمعنى الضيق المجرد:
عبارة عن وحدة قانونية لها سلطة تربط الحاكمين بالمحكومين، أي تقيم علاقة بين المواطنين والدولة، إذن فالدولة بهذا المعنى تعني الحاكمين في مقابل الشعب أي مجموع السكان الذين يخضعون لسلطة الدولة فعليا أو نظريا.
ب- الدولة بالمعنى الواسع المشخص:
جماعة من الناس تسكن أرضا معينة بصفة دائمة تحدها حدود جغرافية يجمعها نظام سياسي وتتمتع بالشخصية المعنوية وبالاستقلال.
من هذا التعريف الواسع يتبين أن الدولة تشتمل على عناصر أساسية:
1- السكان أو المواطنون: لهم حقوقهم ناتجة عن عضويتهم فيها.
2- الأرض: لا بد أن تملك الدولة أرضا معينة أو ترابا وطنيا تحده حدود جغرافية.
3- الحكومة: ضرورة وجود منظمة سياسية تطبق قانون الدولة وتقوم بأعمال الإدارة وتمارس سلطات الدولة من النواحي التشريعية والتنفيذية والقضائية باعتبارها جهازا ينظم العلاقات بين الدولة والمواطنين من جهة وبين الدول الأخرى من جهة ثانية.
4- الشخصية المعنوية: الدولة عبارة عن شخص مجرد معنوي له حقوق وعليه واجبات، باعتبارها شخصا معنويا فإنها تستطيع أن تتصرف مباشرة، لهذا لا بد من وجود شخص أو أشخاص حقيقيين يمثلون السلطة المعنوية للدولة ويتصرفون باسمها. ورغم تغير الحكام أو نظام الحكم فهذا لا يؤثر على وجودها وبقائها.
5- السيادة: للدولة سلطتين أو سيادتين، وهذه السيادة العنصر الحقيقة للدولة.
السيادة الداخلية: أي السلطة الشرعية على جميع مواطنيها.
السيادة الخارجية: الاستقلال عن سيطرة أي دولة أخرى.
الدلالة الفلسفية لمفهوم الدولة:
يميز لالاند في معجمه الفلسفي بين معنيين للدولة:
-مجتمع منظم ذو حكومة مستقلة، يطلع بدور شخص معنوي اعتباري مميز اتجاه المجتمعات الأخرى التي يقيمها علاقات.
-مجموعة الخدمات العامة لأمة من الأمم، من هذا التعدد في دلالات الدولة تنبع الإشكالية الفلسفية لهذا المفهوم وهي إشكالية يمكن صياغتها على كالتالي:
ما طبيعة الدولة؟ ما هو الأساس الذي تقوم عليه؟ ما هي الغايات التي جاءت من اجلها؟ كيف تتحدد مشروعيتها؟ كيف تمارس سلطتها هل بالقوة أم بالقانون، بالحق أم بالعنف؟
محمد العرباوي
كاتب
17/02/2010
فاس