السلام عليكم و رحمة الله
بعد غيابي الطويل عدت و في جعبتي رواية .....أقل ما يقال
عنها أنها.....رائعة و مميزة
للإشارة فقط فقد نقاتها من اجدى المنتديات أرجو أن
تستحوذ على اهتمامك و اعجابكم
الفصل الأول
سحر
شيطان
- مئة وثمانون سنتيمترا..
قدرت (جودي)
بصمت طول الرجل الواقف في إحدى زوايا المطعم
يتحدث
إلى مدير المطعم مانحا إياها ظهره .. لم تكن قادرة على
تمييز
ملامح وجهه .. ولكنها استطاعت بالتأكيد وبوضوح ملاحظة تناسق جسده النحيل
وعرض كتفيه وهو يهزهما تجاوبا مع كلمات محدثه ورشاقة يديه وذراعيه وهو
يلوح
بهما معترضا
.. ما الذي أصابها ؟ لم تكن هذه المرة هي المرة الأولى التي تلمح
فيها
رجلا جذابا .. ولكنها لم تشعر أبدا بهذا التقلص في معدتها
والاضطراب من النظرة الأولى نحو أي رجل
حتى عندما قابلت طارق للمرة الأولى لم تشعر بهذه الطريقة ..راقبت
بدقة كيف أخذ يسير برشاقة خطيرة إلى جانب المدير متجها نحو مكان ما داخل
المطعم .. لابد أن يكون وسيما ..
لايمكن أن يمتلك أي شخص كل هذه الثقة بالنفس في خطاه إن لم يكن
وسيما .. فقط لو يستدير قليلا .....
بدا واضحا
أنه ليس نادلا .. فهو لا يرتدي الزي الرسمي للعاملين في المطعم ..
وليس
زبونا أيضا فملابسه أبسط بكثير من أن تلائم مكانا بهذه الفخامة .. كان
يرتدي
سروالا من الجنز الباهت اللون وقميصا قطنيا أسود .. ملابس بسيطة ورخيصة ..
ما
لذي يفعله رجل ذو موارد محدودة في مكان كهذا ....
أبعدت
نظرها عنه مرغمة عندما دوى صوت رنين هاتف (طارق ) المحمول ..
التفتت
نحو خطيبها الذي رفع هاتفه نحو أذنه مستقبلا إحدى
مكالماته المهمة قاطعا حديثه مع (بشار) بينما سألتها (ريما )
خطيبته وصديقتها
المقربة :- أين كنت شاردة الذهن .. بدوت وكأنك على بعد أميال ..
ارتبكت (جودي )وخشيت أن تكون صديقتها أو احد الرجلين قد لاحظ
أنها كادت تلتهم
شابا غريبا بنظراتها .. نظرت باضطراب الى حيث كان الشاب الجذاب
واقفا إلا أنه كان
قد اختفى .. نظرت ريما الى
حيث كانت جودي تبحث بعينيها قائلة بفضول :- ما الأمر ؟ هل رأيت شخصا
تعرفينه ؟
احمر وجه جودي للحظات ثم سيطرت على اضطرابها بسرعة قائلة :
- بالتأكيد لا كم شخص مما أعرفهم معتاد على ارتياد مكان كهذا ؟
- قال بشار متظاهرا بالتفكير : - دعيني أفكر كم شخص مما أعرفهم
أنا قادر على ارتياد مكان كهذا ؟ آه .. اثنان .. جودي وطارق
ضحكت ريما بينما قالت جودي باحتجاج :- هذا غير صحيح
ولكنا
كانت تعرف تماما بأن طارق مهووس بالأماكن الراقية ولا يرتاد غيرها ..
تأملت
المطعم الفخم .. إنه جزء من أشهر سلسلة مطاعم في المدينة ..
يتميز
بديكوراته الراقية والكلاسيكية .. مع الإنارة الخافتة والرومانسية للمكان
وبالخدمة الممتازة والأسعار الباهظة ..
طبعا هي كانت قادرة على تحمل تكاليف مكان كهذا بفضل المصروف
الكبير الذي
تحصل عليه من والدها كل شهر ..ولكنها مع هذا لم تكن تحب الأماكن
الباهظة
والمتكلفة .. بل تفضل تناول بعض الساندويتشات الخفيفة
برفقة
أصدقائها في أحد مطاعم الوجبات السريعة المحيطة بالحرم الجامعي
.. ولكن
طارق كان صاحب الدعوة .. ولولا حماس كل من بشار وريما
لما
وافقت على اختياره
قالت ريما :- يعجبني المكان .. إنه أشبه بالحلم .. ولكن
لا
يمكن للإنسان أن يكون مرتاحا وأمن يأكل بسلام وحوله كل هذه الفخامة
قال بشار
مداعبا :- لهذا أصطحبك دائما الى الأماكن البسيطة التي تحبينها ..
يهمني
أن تشعري بالراحة أثناء الأكل معي .
قالت ساخرة
:- نعم .. لهذا السبب بالتأكيد وليس لأنك بخيل للغاية
وعاجز
عن إنفاق بعض القروش لإسعاد خطيبتك .
أحاط
كتفيها بذراعه وهو يقول :- لا تبدأي بالهجوم ..
ما
أنا إلا طالب مسكين على وشك التخرج ولا يمتلك أكثر من مصروف يده
قالت :-
ماكان عليك التورط بخطبتي إن لم تكن قادرا على تلبية متطلباتي
أطلت من
عينيه نظرة هيام وهو يقول :- تعرفين بأنني
لا
أستطيع الإبتعاد عنك لحظة .. ولو لم أتقدم لخطبتك لقتلني والدك في حال
اقترابي منك .
اختفى تهكمها فجأة ومنحته ابتسمة
ساحرة
وهي تقول :- ماكان ليوافق على خطبتنا لو لم أهدده بالهرب معك ..
فأنت الشخص الذي لن أحب غيره أبدا .
حسنا ... من
كان صاحب فكرة دعوة هذا الزوج العاشق ؟ ..
بالتأكيد
لم تكن فكرة جودي .. فبالرغم من أنها تحب صحبة ريما التي كانت صديقتها
طيلة السنوات التي قضتاها في كلية الآداب .. وبشار طالب الهندسة الذي
تعرفت
جودي الى طارق من خلاله .. إلا أن تواجدهما معها يصيبها بالإحباط ..
ويذكرها دائما بالحلقة المفقودة بينها وبين طارق .. مع أنهما متحابان إلا
أن تلك
الشرارة التي تميز علاقة بشار وريما لم تكن موجودة أبدا في
علاقتهما .. رمقت طارق بطرف عينها .. مازال يتحدث هاتفيا وقد تركزت حواسه
بشكل تام مع محدثه .. يجب ألا تقارن علاقتها بطارق أبدا بعلاقة الزوج
الجالس أمامها