t3s-ghost المدير العام
عدد الرسائل : 1697 العمر : 33 الموقع : http://starmaroc.dust.tv دعاء : السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 03/11/2008
| موضوع: رواية مغربية تروي حياة مراهقة بقلم بسمة بديع الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 2:30 am | |
| بعدروايتي الاولى التي اثارت نجاحا كبيرا قررت كتابة رواية بطابع اخر اكثرارتباطا بالواقع تتحدث عن تغير مجرى حياة فتاة ب 17 من العمر تملك قدراتخارقة و ذكاءا بالغا يجعلها غير راضية على وضعية بلدها فكيف ستتحول حياتهاو ما الاشياء التي ستغير نظرتها للحياة
الفصل الاول
لم يخطرببالي يوما انه سيكون علي ان اودع هذا الدفئ الذي لطالما شعرت به, مضت 17سنة و انا اتمتع بالشمس الساخنة احببت اطلالتها اليومية و تسللها الفضوليالى غرفتي لتداعب عيني لا اخفي عليكم انني كنت انزعج من شعاعها الذي كانيزعج نومي و يطرده من عيني , نظرت لها لبرهة قبل ان اغمض عيني من حرقةضوئها كان وداعنا مليئا بالاهات و الدموع التي تعجب منها كل من اخي و اختياللذان لم يمنعا نفسيهما من نعتي بشتى انواع و اصناف السخرية , طاطات راسيبعجز و مسحت دمعة كانت قد تحجرت بعيني كتفت يدي بقوة محاولة ان ارغم نفسيعلى الهدوء نظرت لي امي فقالت و عيناها مركزتان على اغراضنا : دعيك منالدلال يا ابنتي و انزلي الاغراض للسيارة. تاففت من كلامها ثم حملتحقيبة جلدية بالية و نزلت عبر الدرج الضيق الذي زينت جدرانه بشقوق عريضةوضيقة طويلة وقصيرة دلت على عتاقة هذا البناء و قدمه رغم كل هذه الاشياءكان بالنسبة لي منزل الاحلام كنت اراه قصرا جدرانه الرخام و زجاجه منالكريستال و البلور اطلقت اهات متتابعة ظننت انها وصلت لاذني ابي فتقدمتنحوه و قدمت له الحقيبة لم انطق باية كلمة ثم دخلت الى السيارة جلست قربالنافذة للجهة اليسرى و اطلقت العنان لبصري الذي امتد الى نهاية الزقاقالضيق فضاع بين البائعين اغمضت عيني بحزن فليس هو احزن و اتعس و اكثر يئساو عذابا من الفراق و لا سيما فراق مسقط راسك انتبهت لصوت اختي المتحمسيقترب فادركت ان النهاية قد انت ادركت انها اخر لحظاتي بالمدينة التيتوحدت مع قلبي و لبست كياني ليس لانه ما اخترته لكن هذا ما كتبته ظروفيعلي فهي المدينة الوحيدة التي عرفتها و التي لم اغادرها يوما و لم اعرف عناي مدينة اخرى اي شيء سوى الاسماء التي احفظها لنا مدرس الجغرافيا الممل. قطع تفكيري بصوت محرك السيارة العالي التي انطلقت بسرعتها البسيطة تترك ورائها ذكرياتي , طفولتي, مراهقتي و كل سعادتي .
ربتت امي على كتفي بحنانفنظرت لها باسى محاولة ان انهي هذا الكابوس لكنها ارجعت راسها للخلف واغمضت عينيها لم ادري اذا كانت تهرب من نظراتي المتوسلة ام انها تهرب منواقعنا ام انها بكل بساطة تهرب من التعب . مضت اكثر من 3 ساعات و نحننشق الطريق السريع بسيارتنا المهترئة التي لم تتجاوز سرعتها في افضلحالاتها 80 كيلومترا في الساعة مما جعلني ازداد ضجرا و انفعالا تمتم والديقائلا:انها تبعد ب 25 كيلومترا لقد اقتربنا . كان كل من اختي و امي قداستسلمتا للنوم اما اخي فقد كان يراقب حركات والدي فقد كان يطمح لسرقةالسيارة او لتجربتها خلسة حتى يستطيع التباهي امام اصدقائه اما انافاكتفيت بالصمت صمت كان يقتل فؤادي مرة تلو الاخرى مع كل متر نبعد فيه عنمدينتي محبوبتي الغالية كامنة اسراري و مكان مولدي و ترعرعي اه ثم اه منالفراق و من لوعته. بعد مدة قصيرة توقفت السيارة بنا امام منزل صغيرمطلي باللون الابيض كسائر البيوت بهاته المدينة اشعرني هذا اللون بالبرودو القلق فقد الفت راية البنايات باللون المحمر الدافئ نزلت انا الاولى وحملت الحقيبة الجلدية التي كانت تضم ملابسي و ملابس اختي اقترب والدي وفتح الباب فانبعث من المنزل رائحة العفن و البرودة رفعت احد حاجبي متنكرةلسوء المكان مسكت راسي الذي صدع بسبب الرائحة دخلت مضطرة فالتفتت حولي كانالطابق السفلي عبارة عن غرفتين صغيرتين للنوم كما اظن و غرفة اخرى ادركتانها صالة الضيوف تركت الحقيبة و رحت ادور بارجاء المنزل و اقارنه بالذيكنا نسكنه دخلت امي و اختي و اخي محملين بما احضرناه معنا اما والدي فقدذهب لاحضار بعذ اللوازم التي سنحتاج اليها .
[u]الفصل الثاني [/u] امضينا3 ساعات و نحن نرتب اغراضنا القليلة في المنزل الجديد ما ان انهينا حتىسمعنا صوت الباب يفتح دخل ابي بابتسامته الهادئة اقترب مني و بيده اكياسعديدة و قال لي:بسمة يا ابنتي خذي هاته الاغراض لوالدتك. قلت بصوت اخرجت كل جهدي حتى يسمع :حسنا. اخذتهاو ادخلتها المطبخ و رتبتها على الرفوف بدون ان انطق بكلمة ثم التجات سريعاللغرفة التي قرر انها ستكون من نصيبي انا و اختي و رميت بجسمي على السريرالذي اكل منه الدهر و شرب عضضت على فمي بقوة محاولة ان امنع نفسي منالبكاء من النحيب من تكسير الزجاج بصراخي من ان اشكل بركة من الدموع منحولي . نظرت للساعة كانت تشير للساعة الثانية عشر ليلا نظرت للسقف الابيضثم تكورت بسريري و استسلمت للنوم هروبا من الواقع المرير من الالم الفضيعمن عدم الرضا الذي يملاني بعكسهم تماما فطوال هاته الامسية كانو مستانسينللتغيير الجدري الذي وقع بحياتنا لا ثم لا لن اقبل بالرحيل لن استسلمللفراق ساعود لاضم بقايا منزلنا الدافئ ساعود لاضم سعادتي ساعود لارسمالبسمة من جديد على محياي.
عندما حل الصباح كنت لا ازال نائمةانتظر تسلل الشمس الذي عهدته انتظر سماع صوت العصافير بفناء المنزل تقلبتمنزعجة من رائحة الرطوبة فتحت عيني بتعب فوقع نظري على الساعة انهاالعاشرة صباحا يا الاهي يا ربي الطف بي لن استطيع كيف لي ان اتعود على هذاالمكان كيف لي ان اتعود على الجو الغائم , قطع حبل افكاري بدخول اختي انهافتاة اكثر اهلي في دلالها بكونها اخر العنقود متطفلة تعودت ان تمتلك كل ماتريده , قطبت حاجبي بانزعاج انساني انزعاجي من المكان ثم قالت لي بابتسامةساخرة: انها العاشرة انهضي من النوم يا كسولة. لويت فمي بغضب و تجنبت اجابتها ثم قالت لي:لقد ذهب والدي ليحضر ما تبقى من اغراضنا . قفزت من مكاني و عيني لا تزالان متعلقتان باختي مها ثم نطقت: اوووف لماذا ذهب لماذا لم ياخذني معه لماذا لم يودعني حتى. استغربت اختي من تصرفي الغبي بنظرها وقالت:سيرجع لا عليك انها خمس ساعات على الاكثر و سيكون معنا. قلت بضجر:لم يكن علينا اصلا ان نترك مدينتنا. اقتربتمني بهدوء وقالت: يبدو انك لا تفهمين وابوينا قررا الرحيل من اجلنا ياغبية لقد اضطررنا لترك منزلنا .... نظرت لي ثم قالت بسخرية:الا اذا كنتتفضلين العيش و حياتك مهددة او تفضلين ان تقومي من النوم على صوت قصفالعدو. لم تنتظر مني جوابا ثم خرجت بعد ان اقفلت الباب بعنف امسكت راسيبيدي بشدة و انا احاول تهداة نفسي صور كثيرة تمر امام عيني العدو الذياقتحم مدينتنا و الذي دمر شمل بلدنا عائلتي التي لا تفهم احاسيسي و المالهروب من الواقع الذي لا استطيع التعايش معه . نظرت لنفسي بالمراةالمعلقة على الجدار فرايت وجها كئيبا حزينا تعلوه الهالات السوداء التي لااعلم اذا كانت بسبب دموعي او تعبي او قلة ساعات نومي رتبت شعري و خرجت الىالحمام اغتسلت بسرعة و قصدت المطبخ قبلت والدتي على جبينها الذي رسمتالتجاعيد عليه اشكالا من الخطوط و النقط و جلست بقربها لم اتناول منافطاري شيئا سوى عصير البرتقال المعلب الذي ارتشفته بسرعة لكي اهرب مرةاخرى لغرفتي و انغمس باحزاني ; في هاته اللحظة بدى ان امي قد قرات ما يجولبارسي فامسكت بذراعي التفت نحوها فاشارت لي بان اجلس بقربها نظرت لها بعمقباحثة عن الشيء الذي تريد قوله لي لكن محاولتي بائت بالفشل ثم قالت:لمافكر يوما في انني ساقول لك هذا الكلام يا ابنتي لكن الوقت قد حان لتعرفيالحقيقة التي اخفيناها طوال سبعة عشر سنة.
ما هي الحقيقة التي ستغير مجرى حياة بسمة و كيف ستتوالى الاحداث ترقبوا الفصول القادمة .
| |
|