بسم الله الرحمن الرحيم
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ
فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
نزلت الأيه فى اليهود الذين
يبخلون ببيان صفة محمد صلى الله عليه وسلم التى فى
كتبهم لئلا يؤمن الناس فتذهب منفعتهم التى كانو يحصلون عليها باسم الدين
وقيل انه البخل بالعلم وقيل البخل باداه حق الله تعالى من الزكاة وقيل
البخل بما فى أيديهم مطلقا .
جعل الله الزكاة برهانا
ساطعا على صدق دعوى الايمان بخلاف سائر ما فرض الله
فقد يصلى المسلم و لا إيمان له كما يفعل المراءون
والمنافقون وقد يصوم تمشيا مع العادة والبيئة وقد يحج طمعا فى الالقاب
والشهرة .
أمامن حرص على اخرج الزكاة
وأنفق من ماله فى سبيل الخير كان ذلك دليلا على صدق ايمانه لأن المال شقيق
الروح وغديل البنين فلا يسهل على شخص اخرج حقوق الله والناس من ماله الا
اذا كان مؤمنا حقا .
عن ابى امامة رضى الله عنه
قال قال رسول الل صلى الله عليه وسلم : (( يا ابن
أدم انك ان تبذل الفضل خير لك وان تمسكه شر لك و لا
تلام على كفاف وابدأ بمن تعول )) وانت تحس فى هذا الحديث التعاون الصادق بين المسلمين الذى يجعل الاسلام
دين التكافل الاجتماعى الذى لا يرقى اليه اى نظام
من نظم العالم اليوم والله يقول : ((( ومن يوق شح
نفسه فأولئك هم المفلحون ))) . وعن جابر رضى الله
عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتقو الظلم فان الظلم ظلمات يوم
القيامة وأتقو الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكو دماءهم و
أستحلو محارمهم رواه مسلم .
وعن ابى هريرة رضى الله عنه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من يوم يصبح العبادفيه الا ملكان ينزلان فيقول احدهما اللهم اعط
منفقا خلفا ويقول الاخر اللهم اعط ممسكا تلفا رواه
البخارى .
وخلاصة المعنى
لايحب الله الذين يبخلون باموالهم فيفرحون الفرح المطغى اذارزقو
مالا وحظا من الدنيا فلحبهم له وعزته عندهم وعظمته فى عيونهم وقلوبهم
يزوونه عن أعينهم فى الخزئن ويبخلون به و لا يكفيهم انهم بخلو به حتى يحملو
الناس على البخل ويرغبونهم فى الامساك ويزينوه لهم .
وذلك نتيجة فرحهم به وبطرهم
عند اصابته ومن يعرض عن أوامر الله ونواهيه ويبخل بماله ولا ينفق منه فى
سبيل الله ولم ينته عما نهى عنه من الاسى على الفائت والفرح بالاتى فان
الله غنى عنه وعن ماله وسيعذبه على مقدار ما قدمت
يداه وحسبه قول الله تعالى ((
والذين يكنزون الذهب والفضه ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم
يحمى عليها فى نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم هذا ما كنزتم لأنفسكم
فذوقو ما كنتم تكنزون )) .
وحسبه قول الرسول صلى الله
عليه وسلم من أتاه اللهمالا حلالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامه شجاعا
أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيثامه ثم يأخذ بلهمزيه يعنى شدقيه يقول انا
مالك انا كنزك ثم تلا قول الله تعالى : (( و لايحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خير
لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلو به يوم القيامة ولله ميراث السماوات
والأرض والله بما تعملون خبير )) .
منقول
القول
السديد فى تفسير سورة الحديد
للشيخ
الشرباصى الحسنين رحمه الله
