ساقتنيالأقدار الى مكان لم أكن قد سمعت به يوماً في لحظات ضياع وتشتت مع الروح،ما ان حطت قدماي هناك حتى هاجمتني الروائح النتنة واضعاً يدي على انفيوفمي ، كانت تلك الروائح تنبعث من المياه الآسنة المتجمعة والممتزجةبروائح الدخان المتطاير من المواد المخدرة التي تستنشقها النسوة كي يغبنفي عالم الضياع ، حدقت في بريق عيونهم ، وجدت انه قد اسكرهن التقدم الجديدوالتطور في ذلك الحي ، ولا ريب انهم يقبعون في مستنقع الوجود الطافح برذاذالفحش والمنكر ، صعقتهن صيحات التحرر الاجوف وحطمت قلوبهن الطرية الغضةالوحوش مقابل اللعب على اجسادهن ، كما يلعب الطفل بدمية هامدة .. تسارعتخطواتي بعدما خفت ان تصيبني لعنة تحرقتني حيث انا ، وفي جوار المياهالآسنة ترتسم صور كثيرة ، وكأنها كانت احلام ومضت ثم سرعان ما تلاشت فيالسحاب الاسود ، لكني فوجئت بيد تمسك ثيابي .. ألتفت ، فإذا امرأة منالزقاق تنظر الي نظرات غريبة ، علمت اني غريب ، أردفت وهي ما زالت تمسكثيابي ... اناشدك بالإنسانية التي تجمعنا ألن تلتفت الي ؟ ..تعجبت فما تزال تعرف الإنسانية .... وقفت اتامل المرأة التي خبأ اريجها في عالم الضياع،_ سيدتي لست ممن تظنين .. ارجوك هلا ابعدت يدك عني ..قالت بألم :أني اتهاوى في الحضيض صدقني .. اخذت تبكي واخذت تصرخ .. وقالت : طلبتاستغاثة ، ولم يأت احد لانتشالي من الهاوية .. باعوني لتجار الشهوات ولكني... وبكت ... لكني حلمت ان يكون لي بيت صغير فيه زوج يودني وطفل احنو عليهواناغيه في وحدتي .. لقد قتلوا أملي .. رحلت في بكاء طويل ،، بينما ماتزال رائحة الزقاق تخنقني ... ثم قالت لا اريد كسرة خبز ، بل اريد كسرةأمل ، هب لي شيئاً من الانسانية لعلي اغسل بها روحي وجسمي، اريد اناخلع رداء المجون واترك مقارعة الغوص في ظلمات بحر لجي ، لقد اماتوا قلبي.. وقد سأمت الصمت وارتشاف الذلة وتنفس الرذيلة .. هلا تساعدني بومضة محبةونور ؟ ..سكت لم ادرما اقول ، لعل النداء هذا يمتد من جميع افواه نساء هذا الحي ، لم اكن اعلمكيف عرفت أني امتلك ومضة نور وكسرة أمل ، أمن ثيابي ؟؟ او شكلي ، أم هوحوار الارواح الضائعة المواسية ، اتمنى فعلا ان اخرج من هذا الحي البائسوترك صور نساء حيارى لا يدرين اين الخاتمة ...وسرعان ماصرخت في وجهي يا هذا خذني معك ... اريد ان احيا ..اخرجت لساني من جرارالصمت وقلت لماذا لا تطلبين كسرة الامل والنور من ربك الذي سواك ، الاتظني انه اهل لذلك ؟؟اجابت كلنا نريد ذلك صدقني ، ترك ماضينا الاسود ..قلت لها إذن آن الاوان لتعودي الى انسانيتك ... ولئن اخطات فعودي من جديد ، ابتسمت وقلت هيا معي ..قالت .. الى اين ؟صرخت وانا اهرب من الحي .. هيا جميعا معي الى ربي .